جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الثالث و الرابع الخميس ديسمبر 09, 2010 9:29 am | |
| ا
المشهد الثالث
( يضاء المسرح ، ثم يدخل رجل يدعى فارس الشريف و برفقته حارساه ، حيث يبدو عليه الخوف و القلق . يجلس خلف طاولته و قد وضع يديه على رأسه ) الحارس 1 : هل ثمة ما يثير القلق يا سيدي ؟ فارس : لا أعلم . لم يسبق لي أن أحسست بمثل هذا الخوف من قبل . الحارس 2 : لا تخف يا سيدي ؛ إننا معك . فارس : ابقيا معي و لا تتركاني وحدي . الحارس 1 ( هامسا إلى زميله ) : يبدو أن أحدهم يريد النيل من فارس . الحارس 2 : بلا شك . يبدو أن ليثا البكري سيفعل ذلك لأنه لم يتلق تلك البضائع في الموعد المضروب بينهما . الحارس 1 : أخشى أن يصيبنا مكروه أيضا . الحارس 2 : و لم هذا الخوف ؟ لا شأن لنا فيما بينهما . فارس : فيم تتهامسان أيها الغبيان ؟ ألا تريان ما أنا فيه من الهم و الخوف ؟ الحارس 1 : المعذرة يا سيدي ؛ لم نقصد ذلك . ( يدفع الباب فجأة بقوة ، ثم يدخل أربعة رجال و هم يشهرون أسلحتهم صوب فارس و حارسيه ) فارس ( بخوف ) : من أنتم ؟ الرجل 1 : ألا تعرفنا أيها الحقير ؟ فارس : لعلكم رجال ليث البكري ، أليس كذلك ؟ الرجل 2 : بلى . لقد أرسلنا إليك لكي ننزل بك عقابه جزاء لما فعلته بحقه . ( يسمع الرجال صوت صفوان آمرا إياهم بالتوقف. يدخل و قد أخذ الغضب منه كل مأخذ ) صفوان : أنسيتم أنني من يقودكم ؟ ( يأمر اثنين من رجاله باقتياد حارسي فارس إلى الخارج لكي يقتلاهما . يسمع صوت إطلاق النار ثم يعود الرجلان ) فارس : أهذا أنت يا صفوان ؟ صفوان : نعم ، إنني هو أيها الكاذب اللص . فارس : لإنه لشرف لي أن ألتقيك. صفوان : كف عن التملق فإنه لن ينفعك الآن . ألم تسلك في حياتك البغيضة سبل الخداع و الابتزاز ؟ فارس : لم أفعل شيئا مما ذكرت . صفوان : يا لك من خائن ! لو كنت صادقا مع كبيرنا فلماذا لم تسلمه بضائعه إلى الآن ؟ فارس : لقد ... كان ذلك لتأخر وصولها . صفوان : يبدو أنك لا تزال مصرا على الكذب . ( يخرج من جيب سترته ورقة الصفقة ثم يضعها أمامه ) أليس هذا توقيعك ؟ فارس ( مترددا ) : بلى . صفوان : أي نذل أنت ! أهذا جزاء من يأتمنك ؟ فارس : أرجوك أن تصدقني ؛لم أشأ أن يحدث هذا كله . صفوان : لقد جنيت على نفسك و ستعاقب على فعلتك . ( يشير إلى رجاله بتصويب أسلحتهم إلى فارس الذي يصرخ متوسلا ) فارس : سأفعل ما تريد يا صفوان ولكن لا تقتلني . صفوان : أين البضائع ؟ فارس : إنها في ذلك المخزن الكبير . ( يشير إليه من نافذته ) صفوان ( مخاطبا أحد رجاله ) : اذهب و تفقد البضائع جيدا . الرجل 3 : حسنا يا سيدي . ( يذهب ثم يعود بعد قليل ) إنها على ما يرام . صفوان : هذا جيد . ( يخاطب فارسا ) سأسالك سؤالا و عليك أن تجيبني بصدق. فارس : سل ما تريد يا صفوان . صفوان : أتعرف من هو ليث البكري ؟ فارس : إنه ذلك الرجل المهيب الذي سرتني خدمته و التعامل معه . صفوان : من المؤسف أن أجيبك إجابة مختلفة تماما . إنه ذلك الرجل الذي يحب أن يتعامل الآخرون معه بكل إخلاص ، ولكنه لا يرحم أولئك الذين يحاولون العبث معه و الاستهانة به . ( ما إن يسمع فارس إجابة صفوان حتى يستبد به الخوف و الهلع ) فارس : لا تقتلوني و لكم ما تريدون . و إن شئتم فسأرحل الساعة و لن تروني مجددا . ( يضحك صفوان و رجاله ) صفوان : هيهات . لقد استخففت بنا و ستدفع حياتك ثمنا لما فعلته . ( يأمر رجاله بأن يقتلوه فيفعلون ، ثم يأمرهم بجر جثته إلى سيارتهم . بعد قليل يكلم صفوان ليثا بالهاتف ) ليث : لعلك أنجزت المهمة بنجاح ، أليس كذلك ؟ صفوان : بلى . ليث : و ماذا بشأن بضائعي ؟ صفوان : لا داعي للقلق يا سيدي ؛ إنها مصونة من أيدي العابثين . يمكنك أن تأتي لتأخذها . ليث : لقد برهنت على أنك رجل حقا يا صفوان . صفوان : ألم تقل لي إنني ساعدك الأيمن ؟ ليث : بلى . صفوان : ستجدني كذلك دائما . ماذا نفعل بجثة ذلك الوغد ؟ ليث : ألقها حيث شئت . إنني قادم إليك مع رجالي . صفوان : سأنتظركم هنا . ( يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الثالث
[center]المشهد الرابع
[/center ]( يضاء المسرح . يجلس في المكتب السابق للرائد صفوان شكري ضابط يدعى النقيب عامر توفيق . يدخل المراسل و هو يحمل إليه فنجانا من القهوة بالإضافة إلى عدد من الكتب الرسمية)
المراسل: تفضل قهوتك يا سيدي. ( يتناولها عامر ) عامر : بارك الله فيك . ( يرتشف شيئا منها ) يا لها من قهوة جيدة ! المراسل : لقد قضيت ستة أعوام هنا . ( يقلب النظر في المكتب ) لا يزال لهذا المكتب ذكرى طيبة ؛ فلقد كان فيه رجل من أقوى ضباط الأمن الوطني و أفضلهم . عامر : لعلك تقصد الرائد صفوان شكري ؟ المراسل : نعم يا سيدي . عامر : كم تمنيت أن ألتقيه لما سمعت عنه من حنكته و قوة شكيمته . أين يعمل الآن ؟ المراسل : لا أدري يا سيدي . إنني لم أره منذ أن تم عزله . عامر : حسنا ، فلتعد إلى عملك . ( يذهب المراسل . يفكر عامر مليا بعد أن ينهي قهوته ) هل كان ينبغي على الأمن الوطني أن يعزل رجلا ذائع الصيت مثل صفوان ؟ ( يرن جرس الهاتف فيرفع النقيب عامر سماعته ، حيث يتبين أن المتحدث إليه هو العميد عبد الله ) عبد الله : أريدك أن تأتي الآن إلى مكتبي أيها النقيب . عامر : كما تريد يا سيدي . ( يغادر النقيب عامر مكتبه . يطفأ المسرح لفترة قصيرة ثم يضاء . يجلس العميد عبد الله في مكتبه و هو يطلع على عدد من الكتب الرسمية . يطرق الباب فيأذن العميد عبد الله بالدخول . يدخل النقيب عامر ثم يشير بالتحية العسكرية فيرد عليه العميد عبد الله بمثلها ثم يدعوه إلى الجلوس ) عبد الله : لقد استدعيتك لأمر مهم أيها النقيب . عامر : و ما هو يا سيدي ؟ عبد الله : هل سمعت بالرائد صفوان شكري سابقا ؟ عامر : أجل . كم أتمنى أن أراه وجها لوجه . عبد الله : لا أعتقد أنك بحاجة إلى أن تراه . عامر : و لم لا يا سيدي ؟ عبد الله : لأنه ألحق العار بسمعة الأمن الوطني و جعلها في الحضيض . عامر : كل ما عرفته هو أنه قد انتقم لمقتل صديقه الذي كان مثل أخيه ، ولكنه أخطأ خطأ جسيما أدى إلى سجنه و عزله. عبد الله : ليت الأمر توقف عند ذلك الحد أيها النقيب . عامر : لا أفهم ما الذي تعنيه يا سيدي . عبد الله : ما أعنيه هو أن صفوان يعمل الآن لحساب ليث البكري . عامر : أحقا ما تقول يا سيدي ؟ عبد الله : أجل ، فلقد رآه عدد من رجالنا و هو بصحبة ذلك المجرم الفاسد حتى أصبحا كأنهما صديقان لا يفترقان . عامر : سبحان الله الذي يقلب الأيام كيف يشاء ! عبد الله : ألا ترى أن هذا يسيء إلى سمعتنا أيها النقيب ؟ عامر : الحق أنني لا أدري يا سيدي . عبد الله : يا إلهي ، ما الذي جعله هكذا ؟ عامر : ربما ضاقت الحياة في عينيه . عبد الله : أتعتقد أنه يريد الانتقام منا ؟ عامر : لا أظن أنه سيفعل . عبد الله : ولكن تعامله مع ليث أصبح يثير المخاوف . لا شك لدي بأنه قد أصبح أداة تنفذ أعماله حرفيا . عامر : هل تريد مني أن ألقي القبض عليه يا سيدي ؟ عبد الله : أتظن الأمر سهلا أيها النقيب ؟ لقد كان اسمه يثير الرعب في قلوب الخارجين على القانون عندما كان ضابطا . أما الآن فلا نعلم ما ستؤول إليه الأمور . عامر : إذن ، فربما أرغب بلقائه يوما ما . عبد الله : ماذا تقول ؟ هل لديك فكرة عن عواقب ذلك اللقاء ؟ عامر : لا تقلق يا سيدي ؛ سأتدبر أمري جيدا . ( يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الرابع
| |
|
ترانيم الأمل عضو لجنة المراقبة
عارض احترام القونين : smsرسالة : اللـهـم اجـعـل ابـواب الـجـنـة تـفـتـح لـنـا عدد المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 الموقع : في قلوب الطيبين المزاج : عادي
| موضوع: رد: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الثالث و الرابع الخميس ديسمبر 09, 2010 2:02 pm | |
| | |
|
جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: رد: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الثالث و الرابع الجمعة ديسمبر 10, 2010 10:18 am | |
| أشكرك على ردك الطيب يا صديقتي الغالية ترانيم
أتمنى أن يكون الموضوع قد أعجبك
أهديك تحيات أخيك و صديقك الوفي لك دوما جوزيف | |
|