جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الاول و الثاني الخميس ديسمبر 09, 2010 9:26 am | |
| الفصل الثالث المشهد الأول
[/center ]( يضاء المسرح ، حيث يجلس صفوان وحده في أحد المقاهي و هو يحتسي فنجانا من القهوة . ينظر إلى ساعته فإذا هي الثامنة مساء . يضع الفنجان جانبا ، ثم يتذكر أيامه الماضية )
صفوان ( بصوت خافت ) : يا لها من أيام لا يمكن للمرء أن يعيشها في سعادة تامة أو شقاء متواصل . ( يضع كفيه على رأسه ) ما الذي آمل به بعد الآن ؟ لقد خسرت أحب الناس إلى قلبي و فقدت وظيفتي و اندثرت سمعتي . ( بحزن ) ماذا يمكنني أن أفعل ؟
( تنساب من عينيه بعض الدموع ولكنه يضبط نفسه فيكفكفها . يغلبه النعاس فيضع رأسه على طاولته ثم ينام . يدخل بعد قليل خمسة رجال إلى المقهى ثم يقبلون إلى حيث يجلس صفوان . يجلس أحدهم مقابله و هو رجل متأنق في هندامه ليكون المتحدث إلى صفوان )
المتحدث ( إلى الرجال الآخرين ) : أهو الرجل الذي سنتحدث إليه ؟ الرجال ( جميعا ) : نعم . ( يبتسم المتحدث بمكر ثم يربت على كتف صفوان الذي يستيقظ فزعا ) المتحدث : لقد التقيتك أخيرا أيها البطل . صفوان : من أنت ؟ ( يمد يده إلى داخل جيب سترته كأنه يريد أن يشهر سلاحه ، ثم يتذكر بأنه لم يعد ضابطا في الأمن الوطني . يخرج يده ببطء ) المتحدث : لقد حان وقت رحيل تلك الأوهام عن رأسك يا صفوان . صفوان ( صارخا في وجهه ) : من أنت ؟ المتحدث : إنني أحد أتباع ليث البكري . هل سبق لك أن سمعت عنه ؟ صفوان : نعم ، أعرف أنه أحد كبار رجالات الجرائم المنظمة . المتحدث : أحسنت . صفوان : و ماذا تريد مني ؟ المتحدث : إنني أريد أن أخطب ودك . صفوان : بشأن ماذا ؟ المتحدث : سأخبرك الآن . لقد علمنا ما حل بك من وضع لا تحسد عليه ؛ فأنت الآن مفلس و بلا عمل ، و قد أقفلت الأبواب كلها في وجهك . فضلا عن ذلك ، فإن شهرتك القديمة ستقتلك عما قريب . صفوان : أتقصد أنني مهدد بالقتل ؟ المتحدث : أجل ؛ فالكثير من القتلة و المجرمين يريدون الانتقام منك ، و لن يترددوا عن الظفر برأسك عند أول فرصة سانحة لهم . صفوان : فلتقتلوني إذن . أليست الفرصة سانحة أمامكم ؟ المتحدث : لن نفعل يا صفوان ؛ لأن الإبقاء على حياتك أمر لا بد منه . صفوان : يا لكرمكم ! المتحدث : دعنا نتحدث الآن. صفوان : حسنا ، قل ما لديك . المتحدث : لقد أرسلني كبيرنا إليك لأخبرك بأنه يرغب بضمك إلى رجاله . صفوان : ماذا ؟ المتحدث : كما سمعت الآن يا صديقي . رغم أنك كنت تعيق أعماله في ما مضى إلا أنه كان معجبا بك إلى حد كبير ، و لطالما رغب بأن تكون أحد رجاله . صفوان : اغرب عن وجهي أيها الحقير . ( يضحك المتحدث ) ما المضحك في الأمر ؟ المتحدث : أما زالت لديك تلك الجرأة للرد علينا ؟ صفوان : قلت لك ابتعد عني . ( يشهر الرجال أسلحتهم عليه ) المتحدث : أعتقد أن وقت المزاح قد انتهى و حان أوان طي عنادك أيها البطل . اسمعني جيدا ، أتعلم ما هي عواقب رفضك ؟ إنني أنصحك بالمجيء معنا و إلا فالموت ينتظرك . صفوان ( على مضض ) : حسنا . المتحدث : لقد أحسنت الاختيار . هيا بنا إذن ؛ فسيدنا ينتظرك منذ وقت طويل . ( يذهب رجال ليث البكري و برفقتهم صفوان . يطفأ المسرح لفترة قصيرة ثم يضاء مرة أخرى على بهو واسع الأطراف و محفوف بالتحف الثمينة و الصور الخلابة . يجلس ليث البكري - و هو أحد أكابر رجالات الجرائم المنظمة و القتلة المعروفين- خلف طاولة من الطراز الرفيع و الثمين و قد فرغ للتو من تدخين سيجاره . يدخل الرجال الخمسة و برفقتهم صفوان ، ثم يدفعه أحدهم بغلظة ) ليث ( غاضبا ) : أهكذا تأتون برجلنا أيها الأغبياء ؟ المتحدث : نعتذر إليك يا سيدي ؛ فلقد اضطررنا لذلك . ( ينهض ليث من مجلسه ثم يتجه نحو صفوان . يبتسم في وجهه ثم يربت على كتفه ) ليث : لا أصدق أنني أراك الآن أمامي أيها المغامر الشجاع . إنه ليشرفني أن تكون في حضرتي . تفضل بالجلوس . صفوان : لن أفعل . ( يبتسم ليث مرة أخرى ) ليث : يجدر بك ألا تتصرف كما كنت في الماضي . أنت الآن ضيفي و ليس من اللائق بك أن ترفض ضيافتي . ( يجلس صفوان ثم يجلس ليث مقابله ) صفوان : ماذا تريد مني ؟ ليث : أريد أن أعرض عليك عملا لدي . صفوان : هل تهزأ بي ؟ ليث : لا ، لم أقصد ذلك . صفوان : كيف لي أن أصبح مثلك ؟ ليث : لا يمكن أن تبقى الأمور كما كانت في الماضي . عليك أن تتغير تماما يا صفوان . صفوان : بهذه السهولة ؟ ليث : و لم لا ؟ صفوان : إنني أفضل الموت على أن أصبح قاتلا مأجورا . ليث : إنك تهينني مجددا ، ولكنني سأنسى ذلك لأنك ما زلت ضيفي . صفوان : و متى أصبحت ضيفك بعد أن أرسلت رجالك ليأتوا بي ؟ ( يضحك ليث ) ليث : لقد أصبت ، و لذلك أقدم إليك اعتذاري . صفوان : إذن فدعني أذهب. (ما إن ينهض صفوان حتى يشهر رجال ليث أسلحتهم صوبه) ليث : إلى أين يا صفوان ؟ لا يليق برجل مثلك أن يموت أمامي . ( يشير إليه بالجلوس فيفعل مكرها ) صفوان : إنني أتساءل : لم تريدني ؟ ليث : لأنه من الصعب أن أجد رجلا قوي الشكيمة مثلك . صفوان : يا للغرابة ! ليث : لم تجد ذلك غريبا ؟ صفوان : لأنني لم أتوقع منك أن ترسل في طلبي لكي أعمل لحسابك . ليث : يمكنك أن تعتبر هذا مكافأة لك . صفوان : ماذا تقصد ؟ ليث : لقد أردت أن أشكرك لقتلك مالكا الجلاد ، ولكنني أسفت عليك لأنهم سجنوك و عزلوك رغم أنك كنت أفضلهم . لم يكن من العدل أن تكافأ بتلك الطريقة المشينة. صفوان : و لماذا تحترمني إلى هذا الحد رغم أنني كنت عدوا لك فيما مضى ؟ ليث : لأنك رجل صادق و شجاع. ثق بي و ستجد العمل هنا ممتعا أكثر مما تظن . صفوان: و ما العمل الذي يمكنك أن تعرضه علي ؟ ليث : سأجعلك ساعدي الأيمن في إدارة أعمالنا ، و لك أن تخطط لتنفيذها كما تشاء ؛ فلقد عرفناك ذا عقل راجح . صفوان : و هل تريد مني أن أقترف أعمالا إجرامية ؟ ليث : لم أقل إنها كذلك ولكنها تقتضي أن نحافظ على مصالحنا . صفوان : و ماذا سيحدث إن رفضت عرضك السخي ؟ ( يبتسم ليث بمكر ) ليث : سيصبح الأمر واضحا يا صديقي . أتظن أن أعداءك سيتركونك و شأنك ؟ إنهم سيتعقبونك أينما ذهبت و لن يترددوا عن قتلك ، و حينئذ ستندم على رفضك العمل عندي . ( تبدو الحيرة على وجه صفوان حيث لا يدري ماذا يفعل . ينهض ليث ثم يربت على كتفه ) الأمر يعود إليك يا صفوان . و على أية حال ، فإن عرضي إليك لن يتكرر مجددا . صفوان : أتعني أنك تريد ردي الآن ؟ ليث : أجل . صفوان : هل تعدني بأن تحميني و عائلتي من أي سوء ؟ ليث : أعدك و ستجدني صادقا معك ، و لن أرحم كل من يحاول إيذاءك أو إيذاء عائلتك . و الآن ما ردك يا صديقي ؟ ( ينهض صفوان ثم يصافحه ) صفوان : لقد وافقت على عرضك . ( يبتسم ليث ) ليث : لقد أحسنت الاختيار . ( يخاطب رجاله ) فلنحتفل بانضمام هذا البطل إلينا . ( يخاطب صفوان مجددا ) ستسبح في بحر عريض من الثراء يا صديقي . هيا فلنحتفل . ( يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الأول
المشهد الثاني
( يضاء المسرح ، حيث تعد رغدة طعام العشاء في مطبخ تبدو ملامحه بأنه من الطراز الرفيع . يدخل صفوان و هو يحمل العديد من الأكياس المليئة بالطعام و الفاكهة و الحاجيات المنزلية . تأتي رغدة لتساعده في حملها ثم تضعها في المطبخ . تعود إليه بعد قليل )
رغدة : إنني سعيدة من أجلك يا صفوان . لم أتصور أنك ستجد عملا بهذه السرعة . صفوان : الحمد لله على ذلك . رغدة : يا لك من محظوظ يا عزيزي ! صفوان : إنني كذلك ، ولكنني أتمنى أن تنجبي لي ولدا يحمل اسمينا . رغدة : أرجو ذلك . صفوان : لا تقلقي يا عزيزتي . ( يرفع رأسها ) لا أريد أن أرى الحزن في عينيك الوديعتين . ( تبتسم رغدة ) رغدة : لن تراني كذلك . على أية حال ، ألا تخبرني عن وظيفتك الجديدة ؟ صفوان : و لم ؟ أثمة ما يدعو إلى القلق بشأنها ؟ رغدة : لم أقصد ذلك . أعتذر إليك إن ضايقتك . صفوان : لا عليك . فلنتناول عشاءنا . ( يجلسان سوية ثم يتناولان طعامهما . يرن جرس الهاتف بعد حين فتنهض رغدة لتجيبه، فإذا هو ليث البكري ) رغدة : من المتحدث ؟ ليث : أليس هذ منزل صفوان شكري ؟ رغدة : بلى ، و من يريده ؟ ليث : إنني رئيسه في العمل . أرجو أن تخبريه أنني أريده حالا . رغدة : حسنا. ( تضع سماعة الهاتف جانبا ثم تنادي صفوان ) يريد رئيسك أن يكلمك. ( ينهض صفوان من مكانه ثم يتجه إلى الهاتف ) صفوان : أسعدت مساء يا سيدي . ليث : كيف حالك يا صفوان ؟ صفوان : إنني بخير . ليث : كيف وجدت العمل معي ؟ صفوان : الحق أنني وجدته ممتعا . ليث : هذه هي البداية فحسب . ( يضحكان ) صفوان : ما الذي تريدني بشأنه يا سيدي ؟ ليث : أريدك أن تتولى أمر رجل يدعى فارس الشريف . أتعرفه ؟ صفوان : أجل . إنني أعرف هذا الفاسد التافه . ولكن ما الذي اقترفه ؟ ليث : لقد عقدت معه صفقة تقتضي نقل بضائع تخصني ، إلا أنه ما زال يماطلني بشأنها منذ أكثر من أسبوعين . و رغم أنني دفعت لذلك الحقير مبالغ طائلة إلا أنه يستخف بي . صفوان : إذن ، فبم تأمرني يا سيدي ؟ ليث : أريد منك أن تجعله عبرة لكل من تزين له نفسه العبث معي . صفوان : لك ذلك . أتريدني أن أتولى أمره الليلة ؟ ليث :كلا ، دع هذا إلى الغد . سيرافقك عدد من رجالي لتتولوا أمر تصفيته . صفوان : سآتيك برأسه إن شئت . ( يضحك ليث ) ليث : لا تفعل ذلك ؛ فليس من اللائق بي أن أرهب حلفائي إلى هذا الحد . أرى أن ثلاث رصاصات في قلبه ستفي بالغرض . صفوان : كما تريد يا سيدي.( تنتهي المكالمة ثم يعود صفوان ليكمل عشاءه مع زوجته) رغدة : يبدو أن رئيسك معجب بك إلى حد كبير . صفوان : إنه يدعوني بطله . رغدة : لا عجب في ذلك ؛ فلطالما كانت شهرتك تسبقك يا عزيزي . صفوان : أترغبين بالخروج معي بعد العشاء ؟ رغدة : أجل . ( يطفأ المسرح )
انتهى المشهد الثاني
| |
|
ترانيم الأمل عضو لجنة المراقبة
عارض احترام القونين : smsرسالة : اللـهـم اجـعـل ابـواب الـجـنـة تـفـتـح لـنـا عدد المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 الموقع : في قلوب الطيبين المزاج : عادي
| موضوع: رد: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الاول و الثاني الخميس ديسمبر 09, 2010 2:32 pm | |
| | |
|
جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: رد: مسرحية الأيام المتقلبة - الفصل الثالث - المشهدان الاول و الثاني الجمعة ديسمبر 10, 2010 10:19 am | |
| أشكرك على ردك الطيب يا صديقتي الغالية ترانيم
أتمنى أن يكون الموضوع قد أعجبك
أهديك تحيات أخيك و صديقك الوفي لك دوما جوزيف
| |
|