جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: أقوى أسلحة الموت التي صنعتها البشرية.. قنبلة القيصر الأربعاء ديسمبر 01, 2010 2:09 am | |
| في ستينيات القرن المنصرم و في خضم الحرب الباردة و سباق التسلح بين القوى الكبرى آنذاك , قام الاتحاد السوفيتي السابق باختبار سلاح مرعب لا يضاهيه أي سلاح أخر , بلغت قوته التدميرية عشرة أضعاف جميع المتفجرات التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية بضمنها القنبلتين النوويتين التي دمرتا هيروشيما و ناكازاكي اليابانية , إنها قنبلة القيصر , القنبلة الهيدروجينية الأضخم و الأقوى من بين جميع الأسلحة النووية التي صنعها الإنسان على الإطلاق , قنبلة مخيفة إلى درجة أن صانعها لم يفكر في إدخالها إلى الخدمة أو إنتاج المزيد منها و ساهمت تجربتها في خلق توازن الرعب الذي منع العالم من الانزلاق إلى حرب نووية مدمرة.
ربما تكون الضخامة و القوة هي إحدى الأمور التي تميزت بها الصناعة الروسية منذ أمد بعيد , ففي أرجاء قصر الكرملين تنتشر بعض الأشياء الأضخم في العالم , كجرس القيصر (Tsar Bell ) , و هو الجرس الأكبر و الأثقل في العالم مع انه لم يستعمل و لم يرن صوته حتى لمرة واحدة حتى ظن بعض المتدينين الروس بأنه لن يرن إلا في يوم القيامة!!, و هناك أيضا مدفع القيصر (Tsar Cannon ) و هو اكبر مدفع صنع في العصور الوسطى و لكنه لم يرى ساحات المعارك يوما و يشك كثيرون في أن يكون أطلق النار و لو لمرة في حياته , هذه الأشياء الضخمة و العديمة النفع كثيرا ما جعلت الصناعة الروسية محل للتندر و السخرية من قبل الدول الصناعية الأخرى , إلا أن قنبلة القيصر (Tsar Bomb ), و هي من بين أكثر الأشياء التي صنعها الروس ضخامة , تطل لتحيل ضحكات و سخرية المتندرين إلى خوف و تجهم , فهي الأضخم و الأقوى و الأكثر تدميرا من بين جميع الأسلحة التي صنعها الإنسان.
قنبلة ايفان الكبير كما اسماها الروس و المعروفة بقنبلة القيصر في الغرب , هي قنبلة هيدروجينية ذات ثلاث مراحل , يتم تفجير قنبلة نووية عادية في المرحلة الأولى لتوليد الحرارة العالية (ملايين الدرجات) التي تتطلبها عملية تحفيز الاندماج النووي لنظائر الهيدروجين في المرحلتين التاليتين و التي تؤدي إلى توليد قوة تدميرية هائلة تقاس بالميغاطن ( 1 ميغاطن = 10 آلاف طن من مادة TNT شديدة الانفجار ) و كذلك إلى انبعاث كميات كبيرة جدا من الغبار الذري الذي تكون له تأثيرات ضارة على البيئة و الصحة العامة , لذلك و لغرض التخفيف من هذه الانبعاثات الضارة فقد قام العلماء السوفيت بتخفيض قوة القنبلة من 100 ميغاطن إلى 50 ميغاطن , كما قاموا بوضع نظائر الرصاص بدل اليورانيوم 235 في المرحلة الثانية و ذلك من اجل تقليل كميات الغبار الذري المنبعث عن الانفجار و قد نجحوا في مسعاهم ذلك بنسبة 97% حيث أن قنبلة القيصر , رغم قوتها التدميرية الهائلة , توصف بأنها واحدة من أنظف القنابل النووية.
في حساب الموازين و القياسات فأن قنبلة القيصر كانت الأضخم من بين كل القنابل التي تم صنعها سابقا , بلغ وزنها 27 طنا و كانت بطول 8 أمتار و قطر مترين , و قد تقرر أن تقوم بحملها القاصفة الروسية العملاقة نوع توبولوف Tu-95V التي كان وزن القنبلة يعادل الحد الأقصى لحمولتها و مرتين و نصف ضعف وزن حمولتها العادية , كما أن حجم القنبلة كان اكبر من الحجم الذي تستطيع القاصفة استيعابه داخلها , لذلك قاموا برفع بوابة إلقاء القنابل و علقوا القنبلة إلى الهيكل مباشرة و لكن مع هذا بقى جزء كبير منها خارج الطائرة , و تم تزويد القنبلة بمظلة تزن قرابة الطن و ذلك لكي تقلل من سرعة هبوطها لإتاحة الوقت للطائرة القاصفة للابتعاد مسافة 45 كيلومتر عن نقطة الصفر لوقايتها من التأثيرات المدمرة للانفجار.
في صباح يوم 30 تشرين الأول / أكتوبر عام 1961 حلقت القاصفة السوفيتية توبولوف Tu-95V حاملة معها قنبلة القيصر و رافقتها طائرة أخرى من نوع Tu-16 و ذلك من اجل مراقبة و تصوير عملية التفجير , و قد طليت كلتا الطائرتين بطلاء ابيض خاص لحمايتهما من الحرارة و الإشعاعات المتولدة من الانفجار , و في الساعة 11:30 تم إلقاء قنبلة القيصر من على ارتفاع 10500 متر فوق منطقة الاختبار و هي جزيرة (Novaya Zemlya ) في المحيط المتجمد الشمالي , و ما إن انطلقت القنبلة حتى فتحت المظلة الموصولة إليها و التي رافقتها لمدة 188 ثانية حتى وصولها إلى ارتفاع 4000 متر عن سطح الأرض , و هي النقطة التي تقرر تفجير القنبلة فيها , و في هذه الأثناء كانت الطائرتين المنفذتين لعملية الإلقاء تنطلقان بأقصى سرعة للابتعاد قدر الإمكان عن مكان الانفجار.
ما حدث بعد ذلك كان مرعبا و هائلا بكل معنى الكلمة؛ في لحظات كانت هناك كرة نارية عملاقة تتمدد فوق مكان الاختبار و سرعان ما تداخل قطرها مع سطح الأرض مع أن القنبلة فجرت على ارتفاع 4000 متر (2.5 ميل) و إليك عزيزي القارئ بعض الحقائق المخيفة عن الانفجار :
ضغط الانفجار تحت نقطة صفر (نقطة التفجير) كان يساوي 300 PSI (300 بوند للأنش الواحد).
الضوء الناجم عن الانفجار أمكن رؤيته على بعد 1000 كيلومتر رغم أن السماء كانت ملبدة بالغيوم , احد المصورين لعملية التفجير كتب حول ذلك قائلا :
"الغيوم أسفل الطائرة و حولها كانت تشتعل نظرا لقوة الضوء المنبعث , الوهج المتمدد أحال الغيوم إلى كتل مضيئة و شفافة , خلفنا كانت كرة عظيمة برتقالية اللون تتقدم ببطء و ثبات و بدت كما لو أنها ستبتلع الأرض كلها داخلها , المشهد بدا رهيبا , خيالي و خارق".
شخص آخر كان يقف على مسافة ابعد بكثير وصف ما شاهده في ذلك اليوم بالآتي :
"ضوء ابيض باهر غطى الأفق , و بعد مدة طويلة من الزمن تناهى إلى سمعي صوت قوي مهيب و أحسست بالعصف , بدا الأمر كما لو أن الأرض كانت تموت"
كل شيء في قطر 25 كيلومتر عن مركز الانفجار كان قد سوي بالأرض , جميع البيوت دمرت في بلدة سيفيرني و هي اقرب تواجد بشري من منطقة الانفجار (55 كلم).
جميع المنازل الخشبية احترقت في محيط مئات الكيلومترات حول منطقة الانفجار فيما فقدت البيوت الصخرية أسقفها و تكسرت أبوابها و نوافذها.
أدى الانفجار إلى تكسير زجاج النوافذ في السويد و شاهد وميضه و أحسه الملايين في فنلندا.
السحابة المتكونة عن التفجير (سحابة عش الغراب) بلغ ارتفاعها 64 كلم و قطرها 40 كلم.
شهد العالم خللا في بث موجات الراديو استمر لعدة ساعات.
نتج عن الانفجار سلسلة من الهزات الأرضية بلغ قوتها بين 5 – 5.25 حسب مقياس ريختير مع العلم أن القنبلة فجرت في الغلاف الجوي فماذا كان سيحدث لو فجرت على الأرض؟ .
الحرارة المتولدة عن الانفجار سببت حروق من الدرجة الثالثة لأشخاص كانوا على بعد 100 كلم و الطاقة المتولدة كانت تعادل 1.4% من الطاقة المتولدة على سطح الشمس.
بالنسبة للجزيرة التي جرى اختبار القنبلة فوقها فقد وصفها احد الباحثين الذي زارها بعد مدة طويلة من الانفجار كالأتي :
"ارض الجزيرة كانت قد جرفت و سويت و صقلت حتى أنها أصبحت أشبه بساحة ملعب تزحلق على الجليد , جميع الصخور ذابت و لم يبق اثر حتى لنتوء صغير على الأرض"
قنبلة القيصر كانت بحق أقوى سلاح صنعته البشرية و من حسن الحظ أنها لم تدخل الخدمة أبدا ضمن الترسانة العسكرية السوفيتية , بسبب قوتها و دمارها و الإجراءات الأمنية التي يتطلبها الحفاظ عليها كما أن جيوش الدول الكبرى كانت تحتاج قنابل اصغر و أدق تكون فعالة في إصابة أهدافها و تدميرها في حدود عدة كيلومترات فقط , و قد ساهم الخوف الذي سببته هذه التجربة و غيرها من التجارب النووية في خلق ما يسمى توازن الرعب الذي منع القوى العظمى من الانخراط في حرب نووية لن يكون فيها رابح و خاسر بالتأكيد.
اليوم لم يتبقى من قنبلة القيصر سوى نسخة غير حقيقية معروضة في المعرض العسكري في مدينة سنجينسك الروسية , طبعا هذا لا يعني انه لا توجد قنابل هيدروجينية في ترسانات الدول الكبرى و لكنها اقل قوة واصغر حجما بكثير.
| |
|
ترانيم الأمل عضو لجنة المراقبة
عارض احترام القونين : smsرسالة : اللـهـم اجـعـل ابـواب الـجـنـة تـفـتـح لـنـا عدد المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 الموقع : في قلوب الطيبين المزاج : عادي
| موضوع: رد: أقوى أسلحة الموت التي صنعتها البشرية.. قنبلة القيصر الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:46 am | |
| هلا وغلا بيك اخي جو نورت المنتدى من جديد | |
|
جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: رد: أقوى أسلحة الموت التي صنعتها البشرية.. قنبلة القيصر الأربعاء ديسمبر 01, 2010 12:41 pm | |
| أشكرك يا أختي و صديقتي الغالية ترانيم على ردك الطيب
انني سعيد للقائك مجددا
أرجو لك التوفيق
تقبلي تحيات أخيك و صديقك المخلص لك دوما جوزيف | |
|
kimo مشرفة
عدد المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 31/10/2010 الموقع : منتدى ودردشة حلا المزاج : متقلبه
| موضوع: رد: أقوى أسلحة الموت التي صنعتها البشرية.. قنبلة القيصر الأربعاء ديسمبر 01, 2010 2:29 pm | |
| شكرا لك أخي على هذه المعلومات القيمة، حقا وصل العقل البشري إلى أبعد الحدود
فبالعقل نحقق المعجزات . | |
|
جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: رد: أقوى أسلحة الموت التي صنعتها البشرية.. قنبلة القيصر الأربعاء ديسمبر 01, 2010 2:38 pm | |
| أشكرك على ردك يا صديقتي كيمو
أنا شاهدت فيديو تفجير هذه القنبلة الهيدروجينية الرهيبة
و الحمد لله أنه لم يستخدم غيرها لأن مثلها لا يدمر البشر فحسب
بل يدمر كافة أشكال الحياة على هذه المعمورة
أهديكي تحياتي يا صديقتي الغالية كيمو
اخوك و صديقك الوفي لك دوما جوزيف | |
|