يقول الله جل جلاله في محكم تنزيله : " و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات
من السماء و الأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون "
إن لرب العزة و الجلال و العظمة و الكبرياء جنودا على الأرض ينزلها عقابا
على من حل بهم غضبه ، كما نرى في البراكين و الزلازل و الأعاصير و
غيرها من جنود تغضب لغضبه سبحانه و تعالى. و مما يؤسف له أننا نرى
في البرامج العلمية من يطلقون على تلك الجنود مسمى الكوارث
الطبيعية أو غضب الطبيعة التي يروج لها أعداؤنا لكي يصدونا عن
عقيدتنا و يزينوا لنا أن الطبيعة هي التي تغضب ، و نسوا أن الله العظيم
هو الجبار المنتقم.
فمن بين ما نراه من تلك الجنود : البراكين التي تزرع الرهبة في قلوب
من يعيشونها حقيقة أو يروها على شاشات التلفزة ، لا سيما في
حممها الرهيبة التي تذيب كل ما يعترض طريقها و تجعله حصيدا كأن
لم يغن بالأمس. من منا لا يعرف بومبيي تلك المدينة التي طمرها رماد
بركان فيزوف الشهير و التي يرتادها السياح فقط للترويح عن أنفسهم
دون أن يتعظوا بما جرى لأهلها الذين كان ديدنهم المعصية و البعد عن
الله تعالى. " ... و ما كنا مهلكي القرى إلا و أهلها ظالمون" . لقد رأينا
جميعا على شاشات التلفزة كيف تسببت سحابة الرماد التي انبعثت من
بركان آيسلندا في شل حركة الملاحة الجوية في أوروبا و كيف تكبدت
شركات الطيران آنذاك خسائر مادية فادحة.
إن الحديث عن البراكين ليطول جدا ، ولكنني أنهي حديثي عن ذلك يوم
أن أطلعت على إحدى المقابلات التي أجريت مع الدكتور زغلول النجار ،
حيث تحدث عن خطر عظيم يداهم الولايات المتحدة في قلبها ، و هذا
الخطر الذي يكمن في احتمال ثوران بركان يلوستون العظيم الذي قد
يؤدي انفجاره الى كارثة قد تسحق ثلثي مساحة الولايات المتحدة
الأمريكية ، و يكفي أن ذكر عالمنا الجليل عن قوة هذا البركان ، حيث قال
إن كل دقيقة من ثورانه قد تعادل انفجار حوالي 1000 قنبلة ذرية من
النوع الذي تم إسقاطه على هيروشيما.
سبحانك يا الله يا رب العزة و الجبروت يا مالك الملك و الملكوت
للحديث بقية إن شاء الله