سكتت خواطري عن الكلام

سكتت خواطري عن الكلام
وما عاد لحرفي دوي الجبال
غربت بشمسك ملوحا بالوداع
كيف أناديك و بيننا هضاب
وجبال..و سهول..وضياع
ووديان يضل بها ريشة اليمام
اليوم ننادي الأحزان
فلا حبا
أو ظلا ..وقمرا ..أو وقوفا على الأطلال
سيدتي
إشتقت إليك
ولم يعد صدري يتنفس الكتمان
رحلت ..و رحل معك الكلام
لم يعد للشعر أشجان وشوق
أو طير سمان
ليصل هفافها صوتك الرنان
كنت القصيد و الرثاء و خدود الجنان
فكيف أكتب و قد ملاْ صمتي المكان
و ذهب جوادك بلا إستئذان
فقللي أين البديل إن غادر حبك زوايا الأيام؟
أعترف أنني أحبك
ويا ويلتي لو تعرف كم متيمة أنا ولهانه
رددتها على مسامع الهوى
والأوراق و قمر الزمان..
و أوتار الغمام تشهد بدموعها
قد إستكفيت و شربت منها
إلى أن إرتوى جفني
و جف حلقي
وتوقفت ساعه قلبي عن الخفقان
كل مرة أبوح لك بحبي
و أنكر بصدي عن الإعتراف
ظننت أنك تخاطبيني
تداعبيني
تداويني من جوفك المنان
لم أعرف أنك مهووسه بحب سبقني
منذ قديم الأعوام
فأعود و أكذب على أنفاسي
وأنكر أنك رأتاي
و لساني
ونبضي
وما حطم الوجدان من جفائك
و خشب جسدك البردان..
قد مات النخيل في أحداقنا
ويبست ثغارنا عن أنشودة الموال.
ولم يعد لشرفاتنا بدر أو هلال...
إسمحي لي يا سيدتي
فما زال حبك في شرايين أوراقي
و رجائي أن تداويها من الأرقان
فما نثرت هنا من حرف
وما شاكت به سطوري من موج
يقذفني إلى اليأس أميال..
إلا بعض ما في جعبتي من هذيان
فلتعودي يا فارتسي إلى الميدان
فما نفع الحب بلا خيلك و صهيل الحصان؟؟
أنت الثمر..والشجر ..وربيع الكلام
فل يسكت الكلام عن الأقلام
إلى أن يعود همسك بجميل العنفوان
وعذب الإبتسام..
و لتهاجر بلابلك إلينا بحافه الإبتسام
لا أريد منك حبا يجرفني إلى ظمأ الرمال
صحراء تحرقني برماد الظلام
فحبك يا سيدتي أشبه بمحال
و الطريق إلى قلبك يشتت قافله
العربان..
فصلت من الحلم ثوبا أريق به جسدي
و صعدت قممك و أناهيدي لاهثا
ولم يعد بمقدوري الوصول و أنا حافيا..
فلنترك ما للفؤاد للفؤاد ..
و الأمر للمستعان...
أفبعد ذالك يغريك الرحيل؟؟
أعذريني فقد أرهق وجناتي الإحتمال
ولم يعد لجبهه سيوفي بريق الإنتظار
قد سكت الكلام عن البوح
ولم يبقى للقصيد سوى قليل
البلاغه و الصرف
وقليل من الإتزان...
و عهد الصبابه تجرد من الغرام
يستعجل جنون الإرتياب من الحرمان..