جوزيف مشرف
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 25/11/2010
| موضوع: ويل للذين يأكلون اموال اليتامى ظلما السبت أبريل 23, 2011 8:24 am | |
| بينما كنت اتابع إحدى البرامج الدينية إذ استرعى انتباهي أحد المشايخ و هو يروي قصة مؤلمة للغاية ، حيث ذكر قائلا : كنت في إحدى القرى النائية في مصر أقوم ببعض الأعمال ، و بينما أنا كذلك و إذ بي أرى مجموعة من الأطفال يتناولون شطائرهم و هم سعداء و أحد الأطفال يراهم و هو يضع يديه في جيبين ملأتهما الثقوب و قد ملأ الحزن مآقيه الوديعة ، فأدركت ما في نفسه بأنه جائع لا يملك ثمن شطيرة واحدة ، فأتيته و قلت له : يا بني ، أتريد شطيرة مثل هؤلاء ؟ فهز رأسه موافقا ، فحينئذ اشتريت له شطيرتين لأن الضعف و الهزال كان قد أخذ منه كل مأخذ فحينئذ التهمها بشهية و كأنه كان يأكلها للمرة الأولى في حياته.
سألته : يا بني ، أين بيتك ؟ فحينئذ اصطحبني إلى كوخ تداعت أركانه و تهدمت حتى لكأنه أشبه بخربة هجرها أهلها و طال عليها الأمد ، فتقطع قلبي من الألم على حال مثل أولئك الأطفال الذين قد حرموا بهجة الحياة في أبسط صورها. فاستاذنت أم الطفل أن أعلم ما حالهم لعلي أقدم إليهم يد العون مما أمرنا الله به من الإحسان لذي الحاجة الملهوف ، فقالت لي المرأة بألم عميق : لقد كنا و الله يا أخي في سعة من العيش و لله الحمد و الفضل على ذلك ، و كان زوجي من أطيب الناس ، ولكنه – رحمه الله – توفي و قد ترك في عنقي أطفالا أحمل أمانتهم على عاتقي ، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد.
كانت المرأة قد انتحبت باكية بألم فرق قلبي لها و قلت لها : يا أختاه ما الأمر ؟ و ما الذي أحالكم إلى ما أراه من ضنك في العيش ؟ فحينئذ أجابتني و لسانها يلهج بالدعاء قائلة : حسبي الله و نعم الوكيل على هؤلاء الظالمين . فقلت لها : من هم ؟ قالت : إنهم أعمام أطفالي الذين قست قلوبهم و لم يرحموا ضعف أطفالي و قلة حيلتهم ؛ إذ أنهم استولوا على ما تركه زوجي و لم يعطوني و أطفالي منه شيئا ، بل بلغت بهم القسوة إلى طردي و أطفالي إلى هذا الكوخ الحقير يا أخي الطيب. فحسبي الله و نعم الوكيل.
أدركت حينئذ أن الناس تلهث وراء الدنيا و تقطع أرحامها من أجل عرض حقير زائل منها ، فويل للذين يأكلون أموال اليتامى ظلما و طغيانا . ويل لهم و الله من مشهد يوم عظيم.
| |
|